بقلم المهندس/ طارق بدراوى
المسجد الأحمدى بطنطا هو أهم واشهر المساجد في دلتا مصر وسمي بهذا الإسم نظرا لوجود ضريح العارف بالله السيد أحمد البدوى داخله والذى أجمع المؤرخون علي أن نسبه يصل إلي الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وقد ولد السيد أحمد البدوى في مدينة فاس بالمغرب عام 596 هجرية الموافق عام 1199م وكان سادس إخوته وقد إنتقل أجداده من شبه الجزيرة العربية إلى المغرب عام 73 هجرية الموافق عام 692م لما زاد اضطهاد الحجاج بن يوسف الثقفي لمن ينتسبون إلى الإمام علي بن أبي طالب
وعندما بلغ عمر السيد أحمد البدوى 7 سنوات هاجرت أسرته من المغرب إلى مكة في رحلة استغرقت حوالي 4 سنوات وقد مروا بمصر خلال رحلة الهجرة هذه وفي مكة لزم السيد أحمد البدوى العكوف علي العبادة وتعود أن يذهب إلى مغارة بجبل أبي قبيس قرب مكة ليتفرغ للعبادة وظل هكذا حتي بلغ عمره 38 عاما ثم قرر الهجرة إلي العراق مع أحد إخوته عام 634 هجرية الموافق عام 1227م وأقام هناك لمدة سنة ثم عاد إلي مكة مرة أخرى ولوحظ عليه أنه قد أصبح يكثر من الصلاة والصيام وأصبح طويل الصمت أكثر من ذى قبل ويكثر من قيام الليل وفي نفس عام عودته إلى مكة فكر في الرحيل إلى مصر وبالفعل رحل إلي مصر وأقام في مدينة طنطا في وسط دلتا مصر واستقر بها حتي وفاته
وفي طنطا ذاع صيته وأصبحت له طريقة سميت بالطريقة الأحمدية نسبة إليه وكانت له صلة وطيدة بالطريقة الدسوقية وشيخها إبراهيم الدسوقي والذى كان مقره مدينة دسوق بغرب الدلتا والتي لاتبعد كثيرا عن طنطا مما خلق رابطة روحية قوية بين هذين القطبين الكبيرين من أقطاب الصوفية أما عن سبب تسميته بالبدوى فذلك لأنه كان يلزم عادة أهل البادية في ملازمة اللثام فكان يغطي وجهه بلثامين في الشتاء والصيف
وقد توفي السيد أحمد البدوى يوم الثلاثاء 12 من ربيع الأول عام 675 هجرية الموافق 24 من أغسطس عام 1276م بمدينة طنطا عن عمر يناهز 79 عاما وخلفه من بعده تلميذه عبد العال وبني مسجده والذى كان في البداية بسيطا وعلي شكل خلوة متسعة بجوار قبره ثم أصبحت الخلوة زاوية للمصلين والمريدين ثم جاء الزعيم المملوكي علي بك الكبير فأنشأ المسجد علي الطراز الإسلامي بقبابه الثلاثة ومناراته الثلاثة وأقام مقصورة نحاسية حول الضريح وأوقف للمسجد أوقافا للإنفاق عليه أثناء إعلانه الإستقلال بمصر عن الدولة العثمانية وفي عهد الرئيس الأسبق أنور السادات تم توسعة وترميم وتجديد المسجد ثم أجريت عملية ترميم وتجديد أخرى في عام 2005م ويتبقي لنا أن نقول إنه في كل عام يتم عمل احتفالين للسيد أحمد البدوى أولهما في شهر أبريل ويسمي بالمولد الرجبي وثانيهما وهو الأهم في النصف الأول من شهر أكتوبر احتفالا بمولده ويعد من أكبر وأشهر الاحتفالات الدينية في مصر علي الإطلاق وخلاله يفد إلي طنطا مايزيد عن 2 مليون زائر من جميع أنحاء مصر وبالذات من الدلتا والوجه البحرى